الكنيسة السائرة 2
في قداس رسامة كاهنين، وضح الاسقف روميرو كيف تنقد الكنيسة الخطيئة،و شبه رسالتها برسالة الانبياء الذين لم يسكتوا على خطايا الشعب. و قرعوا الضمائر؛ فعذبتهم قوى الشر و قتلتهم
من السهل جدا أن يبقى ناقل الكلمة (يقصد الكاهن)
في الروحانيات الصرفة لا يزعج احدًا
و أن لا يكترث بأحداث بلده، و يقول كلمات عامة
لا تخلق المشاكل ولا تكون منبعا للنزاعات
لكن هذا ليس من سمات الكنيسة الأصيلة
لأن ما يميزها هو الكلام الصارم، ككلام الأنبياء
الذين يعلنون للشعب آيات الله
لكي يجعلها الشعب نصب عينيه
فإذا ارادت الكلمة أن تنقد خطايا الناس
عليها ان تطلب منهم ان يزيلوا الخطيئة من قلوبهم
و من جماعاتهم و قوانينهم و منظماتهم التي تظلم و تسجن
و تتعدى على حقوق الله و الإنسانية
وهو كلام يثير النزاعات و الاضطهادات
الثائر الاعزل، الأب سامي حلاق اليسوعي
ص29- 30
مهمة الكنيسة الخلاصية 2
أيها الإخوة نحن و يا للأسف ثمرة تربية روحية فردية علمتنا هكذا:
خلص نفسك و لا تهتم بالآخرين.
فصرنا نقول لمن يتألم :-
"كن صبورًا و تحمل مصائبك فغدًا تحظى بالسماء".
لا فالخلاص ليس على هذا النحو، وهو غير الخلاص الذي أتى به المسيح.
لأن خلاص المسيح يخلصنا من جميع العبوديات التي يرزح الإنسان تحت نيرها.
و في بلادنا تهتم التربية كثيرا بتحصيل العلم،
في حين يحتاج شبابنا ان يزدادوا في كيانهم، و يسعدوا في تحقيق ذواتهم من خلال خدمتهم للآخرين بمحبة.
فليتنا لا نشجع نمو روح اشتهاء الثروة و السيطرة عند التلاميذ.
لأن هذا لا يناسب احتياجاتنا الحالية
لنفتح قلب الشاب و الطفل على المثل الأعلى الذي أساسه المحبة
و على تعلم الخدمة و تكريس النفس.
فما خلا ذلك ليس إلا تربية الأنانية، و نحن نريد ان نتخلى عنها
؛ فهي أكبر منبع لانحراف مجتمعنا.
**********
على تربية الكنيسة أن تصنع رجالاً مسؤلين عن نموهم، و أبطالاً في العالم.
أجل، من الرجال من يستطيعون ان يلمعوا بذكائهم و قدرتهم على الخلق
و أن يضعوا أنفسهم بإرادتهم في خدمة الوطن.
و على الأسرة أن تربي ابناءها و بناتها على السعي
لأن يكونوا أكثر مما هم عليه، لا لأن يملكوا أكثر مما يملكون.
لأن يملأوا ايديهم عطاء للآخرين، لا لأن يحتكروا كل شيء لهم.
لابد من ان يربى الطفل على المحبة، لن الأسرة ليست شيء آخر غير المحبة.
و المحلة بذل للذات.
و بواستطها يكرس الإنسان نفسه لهناء المجتمع،
و يعمل على إسعاد الناس.
**********
تقول الكنيسة للناس و للمنظمات ذات الهدف النبيل العادل:
"ما تقومون به حسن لكنه غير كاف.
ادمجوه في سر الفداء المسيحي.
فإن لم تتحرروا من الخطيئة، و إن لم تسعوا جاهدين لتكونوا أبناء الله بالنعمة و القداسة.
و إن تحررتم بعيدا عن المسيح، معتمدين على مذاهب أرضية لن يكون تحرركم كاملا ".
و الكنيسة تقول لكم:
"سأخدمكم بأن آخذ بيدكم لأقودكم إلى الفداء الحقيقي
إلى مصيركم البشري، إلى دعوتكم الكاملة".
هذه هي الخدمة العظيمة التي تريد الكنيسة أن تقوم بها.
الثائر الأعزل، الأب سامي حلاق اليسوعي
ص34_ 37